اَلـدّعَــاءُ الـنّـاصِـري
يَامَنْ إلى رَحْمَتِهِ المَفر
وَمَنْ إليْهِ يَلجَأ المُضطر
وَيَا قريب العَفو يَامَولا هُ
وَيَامُغِيث كُلّ مَنْ دَعَاهُ
بكَ استغثنا يَامُغِيث الضعَفا
فحَسبُنا يَارَب أنت وَكَفى
فلا أجَلّ مِنْ عَظِيم قدْرَتِك
وَلا أعَزّ مِنْ عَزيز سَطوَتِك
لِعِزّ مُلكِكَ المُلوكُ تخضعُ
تخفِض قدْرَ مَنْ تشاء وترفعُ
وَالأ مْرُ كُلّهُ إليْكَ رَدّهُ
وَبيَدَ يْكَ حَلّهُ وَعَقدُ هُ
وَقدْ رَفعْنا أمْرنا إليْكَ
وَقدْ شكَونا ضُعْفنا عَليْكَ
فارْحَمْنا يَامَن لاّ يزالُ عَالِمَا
بضُعْفِنا وَ لا يَزالُ رَاحِما
اُنظرْ إلى ما مسنا منَ الوَرَى
فحَالنا مِنْ بَيْنِهمْ كَمَا ترَى
قدْ قلّ جَمْعُنا وَقلّ وَفرُنا
وَانحَط مَابَيْنَ الجُمُوع قدْرُنا
وَاسْتضعَفونا شوكَة وَشدّة
اسْتنقصونا عُدّة وَعِدّة
فنحْنُ يَامَنْ مُلكُهُ لا يُسلبُ
لذنا بجاهِكَ الّذِي لا يُغلبُ
إليْكَ يَاغوث الفقِير نسْتنِدْ
عَليْكَ يَاكَهْف الضعِيف نعْتمدْ
أنت الذِي ندْعُولِكَشف الغمَرَات
أنت الّذِي نرْجُو لِدَفع الحَسَرات
أنت العِنايَة الّتِي لا نرتجي
حِمَايَة مِنْ غيْر بَابهَا تجي
أنت الّذِي نسْعَى بباب فضلِهِ
أكْرَمُ مَنْ أغنى بفيْض نيْلِهِ
أنت الّذِي تهْدِي إذا ضللنا
أنت الّذِي تعْفواْ إذا زللنا
وسِعْت كُلّ مَاخلقت عِلما
وَرَأ فة وَرَحْمَة وَعِلما
وَليْسَ مِنّا فِي الوُجُودِ أحْقرُ
وَلا لِمَا عِندَ كَ مِنّا أفقرُ
يَاوَاسعَ الإحْسَان يَامَنْ خيْرُهُ
عَمّ الوَرَى وَلا يُنادَى غيْرُهُ
يَامُنقِذ الغر قى وَيَاحَنّانُ
يَا مُنجيَ الهَلكَى وَيَا مَنّانُ
ضاقَ النّطاقُ يَاسَميعُ يَامُجيب
عَزّ الدّوَاءُ يَاسَريعُ يَاقريب
وَقدْ مَدَ دْ نا رَبّنا الأ كُف
وَمِنكَ رَبّنا رَجَوْ نا اللّطف
فالطف بنا فِيمَا بهِ قضيْت
وَرَضنا بمَا بهِ رَضيْت
وَأبْدِل اللّهُمّ حَالَ العُسْر
باليُسر وَامْدُدْنا بريح النّصر
واجْعلْ لناعَلى البُغاةِ الغلبَه
وَاقصرأذى الشرعَلى مَنْ طلبَه
وَاقهَرْعِدَانا يَاعَزيزُ قهْرا
يَفصمُ حَبْلهُمْ ويُصمي الظهْرا
وَاعْكِسْ مُرادَهُمْ وَخيّب سعْيَهُمْ
وَاهْزمْ جُيُوشهُمْ وَأفسدْ رَأيَهُمْ
وَعَجّل اللّهُمّ فِيهمْ نِقمَتك
فإ نهُمْ لا يُعْجزُونَ قدْ رَتك
يَارَبّ يَارَبّ بحَبْل عِصمَتِك
قدِ اعْتصمْنا وَبعِزّ نصرَتِك
فكُن لنا ولا تكُن عَليْنا
وَلا تكِلنا طر فة إليْنا
فمَا أطقنا قوّ ة للِدّ فع
وَلا استطعْنا حِيلة لِلنّفع
وَمَا قصدْ نا غيْرَ بَابكَ الكَريم
وَمَارَجَونا غيْرفضلِكَ العَميم
فمَا رَجَتْ مِنْ خيْركَ الظنون
بنفس مَا تقولُ كُنْ يَكُونُ
يَارَبّ يَارَبّ بكَ التّوَصلُ
لِمَا عِندَ كَ وَبكَ التّوَسلُ
يَارَبّ أنتَ رُكْننا الرّ فِيعُ
يَارَبّ أنت حِصننا المَنِيعُ
يَارَبّ يَارَبّ أنِلنا الأ مْنَ
إذا ارْ تحَلنا وَإذا أقمْنا
يَارَبّ وَاحْفظ زرْعَنا وَضرْعَنا
وَاحْفظ تِجَارَنا وَوَفرْ جَمْعَنا
وَاجْعَلْ بِلا دَ نا بلا دَ الدّين
وَرَاحَة المُحْتاج وَالمِسكِين
وَاجْعَلْ لهَا بَيْنَ البلادِ صوْله
وَحُرمَة وَمَنعَة وَدَ وْله
وَاجْعَلْ منَ السرالمَصون عِزّهَا
وَاجْعلْ منَ الستْرالجَميل حرزهَا
وَاجْعَلْ بصادٍ وَبقاف وَبنون
ألف حِجَاب منْ وَرَائِهَا يَكُون
بجَاهِ نور وَجْهك الكَريم
وَجَاهِ سرّ مُلكِكَ العَظِيم
وجَاهِ لا إلهَ إلاّ اللّهُ
وَجَاهِ خير الخلق يَارَبّاهُ
وَجَاهِ مَابهِ دَعَا كَ الأ نبيّاء
وَجَاهِ مَا بهِ دَعَاكَ الأولِيّاء
وَجَاهِ قدْر القطب وَالأوْتادِ
وَجَاهِ حَال الجَرْس وَالأ فرَادِ
وَجَاهِ الأ خيَار وَجَاهِ النّجَباء
وَجَاهِ الأ بْدَال وَجَاهِ النّقباء
وَجَاهِ كُلّ عَابدٍ وَذاكِر
وَجَاهِ كُلّ حَامدٍ وَشاكِر
وَجَاهِ كُلّ مَنْ رَفعْت قدْرَهُ
ممّنْ سترْت أوْ نشرْت ذِكْرَهُ
وَجَاهِ آيَات الكِتاب المُحْكَم
وَجَاهِ الإ سم الأعْظم المُعَظم
يَارَبّ يَارَبّ وَقفنا فقرَا
بَيْنَ يَدَ يْكَ ضعَفاءَ حُقرَاء
وَقدْ دَعَوناكَ دُعَاءَ مَنْ دَعَا
رَبّاً كَريماً لا يَرُدّ مَنْ سعَى
فاقبَلْ دُعَاءَنا بمَحْض الفضل
قبُول مَنْ ألغى حِساب العَدْ ل
وَامْننْ عَليْنا منّة الكَريم
وَاعْطِف عَليْناعَطفة الحَلِيم
وَانشُرعَليْنا يَارَحِيمُ رَحْمَتك
وَابْسُط عَليْنا يَاكَريمُ نِعْمَتك
وَخِرْ لنا فِي سَائِرالأ قوَال
وَاخترْ لنا في سائِر الأ فعَال
يَارَبّ وَاجْعَلْ دَأبَنا التّمَسك
بالسنةِ الغراءِ وَالتنسكَا
وَاحْصرلنا أغرَاضنا المُختلِفه
فيكَ وَعَرفنا تمَامَ المَعْرفه
وَاجْمَعْ لنا مَابَيْنَ عِلم وَعَمَل
وَاصْرف إلى دَارالبَقا مِنّاالأمَل
وَانهَجْ بنا يَارَب نهْجَ السعَدَاء
وَاختِمْ لنا يَارَب ختمَ الشهَدَاء
وَاجْعَلْ بَنِينا فضلاءَ صُلحَاء
وَعُلمَاءَ عَامِلِين نصَحَا
وَأصلِح اللّهُمّ حَا لَ الأهْل
وَيَسر اللّهُمّ جَمْعَ الشمل
يَارَب وَافتحْ فتحَكَ المُبينَ
لِمَنْ توَلى وَأعَزّ الدِّ ينَ
وَانصرهُ يَا ذاالطول وَانصرحِزبَهُ
وَامْلأ بمَا يُرْضيكَ عَنهُ قلبَهُ
يَارَب وَانصر دِيننا المُحَمّدِي
وَاجْعَلْ خِتامَ عِزهِ كَمَا بُدِي
وَاحْفظهُ يَارَب بحِفظِ العُلمَاء
وَارْفعْ مَنارَ نورهِ إلى السمَاء
وَاعْف وَعَاف وَاكْف وَاغفِرذنبَنا
وَذ نب كُلّ مُسلِم يَا رَبّنا
وَصَلّ يَارَب عَلى المُختار
صلا تكَ الكَامِلة المِقدَار
صلا تكَ الّتِي تفِي بأمْرهِ
كَمَا يَلِيقُ با رتِفاع قدْ ره
ثمّ عَلى الآ ل الكِرام وَعَلى
أصحَابهِ الغر وَمَنْ لّهُمْ تلا
وَالحَمْدُ للّهِ الّذِي بحَمْدِهِ
يَبْلغ ذو القصدِ تمَامَ قصدِهِ