| أمنْ تذكر جيرانٍ بذى ســــلمٍ | مزجْتَ دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــدمِ | | ---------------------------------------- | ------------------------------------- | | أَمْ هبَّتِ الريحُ مِنْ تلقاءِ كاظمـــةٍ | وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضـمِ | | فما لعينيك إن قلت اكْفُفا هَمَتــا | وما لقلبك إن قلت استفق يهــــمِ | | أيحسب الصبُ أنّ الحب منكتـــمٌ | ما بين منسجم منه ومضْطَّــــــرمِ | | لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـللٍ | ولا أرقْتَ لذكر البانِ والعَلــــمِ | | فكيف تنكر حباً بعد ما شــهدتْ | به عليك عدول الدمع والســــقمِ | | وأثبت الوجدُ خطَّيْ عبرةٍ وضــنىً | مثل البهار على خديك والعنــــمِ | | نعمْ سرى طيفُ منْ أهوى فأرقـني | والحب يعترض اللذات بالألــــمِ | | يا لائمي في الهوى العذري معذرة | مني إليك ولو أنصفت لم تلــــمِ | | عَدتْكَ حالِيَ لا سِرِّي بمســـــتترٍ | عن الوشاة ولا دائي بمنحســــمِ | | محضْتني النصح لكن لست أسـمعهُ | إن المحب عن العذال في صــممِ | | إنى اتهمت نصيحَ الشيب في عذَلٍ | والشيبُ أبعدُ في نصح عن التهــمِ | | | | #### فى التحذير من الهوىفإنَّ أمَارتي بالسوءِ ما أتعظـــتْ | من جهلها بنذير الشيب والهـــرمِ | | ولا أعدّتْ من الفعل الجميل قـرى | ضيفٍ ألمّ برأسي غيرَ محتشـــم | | لو كنتُ أعلم أني ما أوقـــرُه | كتمتُ سراً بدا لي منه بالكتــمِ | | منْ لي بردِّ جماحٍ من غوايتهـــا | كما يُردُّ جماحُ الخيلِ باللُّجُــــمِ | | فلا ترمْ بالمعاصي كسرَ شهوتهـــا | إنَّ الطعام يقوي شهوةَ النَّهـــمِ | | والنفسُ كالطفل إن تُهْملهُ شبَّ على | حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــمِ | | فاصرفْ هواها وحاذر أن تُوَليَــهُ | إن الهوى ما تولَّى يُصْمِ أو يَصِـمِ | | وراعها وهي في الأعمالِ ســائمةٌ | وإنْ هي استحلتِ المرعى فلا تُسِمِ | | كمْ حسنتْ لذةً للمرءِ قاتلــةً مـن | حيث لم يدرِ أنَّ السم فى الدسـمِ | | واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع | فرب مخمصةٍ شر من التخـــــمِ | | واستفرغ الدمع من عين قد امتلأتْ | من المحارم والزمْ حمية النـــدمِ | | وخالف النفس والشيطان واعصِهِما | وإنْ هما محضاك النصح فاتَّهِـــمِ | | ولا تطعْ منهما خصماً ولا حكمـــاً | فأنت تعرفُ كيدَ الخصم والحكــمِ | | أستغفرُ الله من قولٍ بلا عمــــلٍ | لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقـــــُمِ | | أمْرتُك الخيرَ لكنْ ما ائتمرْتُ بـه | وما اسـتقمتُ فما قولى لك استقـمِ | | ولا تزودتُ قبل الموت نافلـــةً | ولم أصلِّ سوى فرضٍ ولم اصــــمِ | | #### في مدح النبي صلى الله عليه وسلمظلمتُ سنَّةَ منْ أحيا الظلام إلـــى | إنِ اشتكتْ قدماه الضرَ من ورمِ | | وشدَّ من سغبٍ أحشاءه وطـــوى | تحت الحجارة كشْحاً مترف الأدمِ | | وراودتْه الجبالُ الشمُ من ذهــبٍ | عن نفسه فأراها أيما شــــممِ | | وأكدتْ زهده فيها ضرورتُـــه | إنَّ الضرورة لا تعدو على العِصَمِ | | وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورةُ منْ | لولاه لم تُخْرجِ الدنيا من العـدمِ | | ##### محمد سيد الكونين والثقليــــن                والفريقين من عُرْب ومنْ عجــمِنبينا الآمرُ الناهي فلا أحــــدٌ | أبرَّ في قولِ لا منه ولا نعــــمِ | | هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته | لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ | | دعا إلى الله فالمستمسكون بــه | مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــمِ | | فاق النبيين في خَلقٍ وفي خُلـُقٍ | ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــرمِ | | وكلهم من رسول الله ملتمـــسٌ | غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ | | وواقفون لديه عند حدهــم | من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ | | فهو الذي تم معناه وصورتــه | ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســـمِ | | منزهٌ عن شريكٍ في محاســـنه | فجوهر الحسن فيه غير منقســـمِ | | دعْ ما ادعتْهُ النصارى في نبيهم | واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم | | وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف | وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ | | فإن فضل رسول الله ليس لــــه | حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــمِ | | لو ناسبت قدرَه آياتُه عظمــــاً | أحيا اسمُه حين يدعى دارسَ الرممِ | | لم يمتحنا بما تعيا العقولُ بـــه | حرصاً علينا فلم نرْتبْ ولم نهـــمِ | | أعيا الورى فهمُ معناه فليس يُرى | في القرب والبعد فيه غير مُنْفحـمِ | | كالشمس تظهر للعينين من بعُـدٍ | صغيرةً وتُكلُّ الطرفَ من أمَـــمِ | | وكيف يُدْرِكُ في الدنيا حقيقتـَه | قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحُلُــــــمِ | | فمبلغ العلمِ فيه أنه بشــــــرٌ | وأنه خيرُ خلقِ الله كلهــــــمِ | | وكلُ آيٍ أتى الرسل الكرام بها | فإنما اتصلتْ من نوره بهــــمِ | | فإنه شمسُ فضلٍ هم كواكبُهــا | يُظْهِرنَ أنوارَها للناس في الظُلـمِ | | أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـــقٌ | بالحسن مشتملٍ بالبشر متَّســـــمِ | | كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ | والبحر في كرمٍ والدهر في هِمَمِ | | كانه وهو فردٌ من جلالتــــه | في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ | | كأنما اللؤلؤ المكنون فى صدفٍ | من معْدِنَي منطقٍ منه ومُبْتَســم | | لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ | طوبى لمنتشقٍ منه وملتثـــــم  | | #### فى مولده صلى الله عليه وسلمأبان مولدُه عن طيب عنصــره | يا طيبَ مبتدأٍ منه ومختتــــمِ | | يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهــــمُ | قد أُنْذِروا بحلول البؤْس والنقـمِ | | وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ | كشملِ أصحاب كسرى غير ملتئـمِ | | والنار خامدةُ الأنفاسِ من أسـفٍ | عليه والنهرُ ساهي العينِ من سدمِ | | وساءَ ساوة أنْ غاضت بحيرتُهــا | ورُدَّ واردُها بالغيظ حين ظمــي | | كأنّ بالنار ما بالماء من بــــلل | حزْناً وبالماء ما بالنار من ضَــرمِ | | والجنُ تهتفُ والأنوار ساطعــةٌ | والحق يظهرُ من معنىً ومن كَلِـمِ | | عَمُوا وصمُّوا فإعلانُ البشائر لــمْ | تُسمعْ وبارقةُ الإنذار لم تُشــــَمِ | | من بعد ما أخبر الأقوامَ كاهِنُهُمْ | بأن دينَهم المعوجَّ لم يقـــــمِ | | وبعد ما عاينوا في الأفق من شُهُب | منقضّةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ | | حتى غدا عن طريق الوحي منهزمٌ | من الشياطين يقفو إثر مُنـــهزمِ | | كأنهم هرباً أبطالُ أبرهــــــةٍ | أو عسكرٌ بالحَصَى من راحتيه رُمِىِ | | نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمـــــا | نبذَ المسبِّح من أحشاءِ ملتقــــمِ | | #### فى معجزاته صلى الله عليه وسلمجاءتْ لدعوته الأشجارُ ســـاجدةً | تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــدمِ | | كأنَّما سَطَرتْ سطراً لما كتـــبتْ | فروعُها من بديعِ الخطِّ في اللّقَـمِ | | مثلَ الغمامة أنَّى سار سائــــرةً | تقيه حرَّ وطيسٍ للهجير حَــــمِى | | أقسمْتُ بالقمر المنشق إنّ لـــه | من قلبه نسبةً مبرورة القســــمِ | | وما حوى الغار من خير ومن كرمٍ | وكلُ طرفٍ من الكفار عنه عــِى | | فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يَرِما | وهم يقولون ما بالغـار مــن أرمِ | | ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على | خير البرية لم تنسُج ولم تحُــــمِ | | وقايةُ الله أغنتْ عن مضاعفـــةٍ | من الدروع وعن عالٍ من الأطـُمِ | | ما سامنى الدهرُ ضيماً واستجرتُ به | إلا ونلتُ جواراً منه لم يُضَــــمِ | | ولا التمستُ غنى الدارين من يده | إلا استلمت الندى من خير مستلمِ | | لا تُنكرِ الوحيَ من رؤياهُ إنّ لــه | قلباً إذا نامتِ العينان لم يَنَـــم | | وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــه | فليس يُنكرُ فيه حالُ مُحتلــــمِ | | تبارك الله ما وحيٌ بمكتسـَــبٍ | ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــمِ | | كم أبرأت وصِباً باللمس راحتُـه | وأطلقتْ أرباً من ربقة اللمـــمِ | | وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـُــه | حتى حكتْ غرّةً في الأعصر الدُهُمِ | | بعارضٍ جاد أو خِلْتُ البطاحَ بهـا | سَيْبٌ من اليمِّ أو سيلٌ من العَـرِمِ | | #### فى شرف القرآندعْني ووصفيَ آياتٍ له ظهــرتْ | ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علــمِ | | فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــمٌ | وليس ينقصُ قدراً غير منتظــمِ | | فما تَطاولُ آمالِ المديح إلــــى | ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـمِ | | آياتُ حق من الرحمن مُحدثـــةٌ | قديمةٌ صفةُ الموصوف بالقــدمِ | | لم تقترنْ بزمانٍ وهي تُخبرنـــا | عن المعادِ وعن عادٍ وعـن إِرَمِ | | دامتْ لدينا ففاقت كلَّ معجـزةٍ | من النبيين إذ جاءت ولم تــدمِ | | محكّماتٌ فما تُبقين من شبـــهٍ | لِذى شقاقٍ وما تَبغين من حَكَــمِ | | ما حُوربتْ قطُّ إلا عاد من حَـرَبٍ | أعدى الأعادي إليها ملْقِيَ السلمِ | | ردَّتْ بلاغتُها دعوى معارضَهــا | ردَّ الغيورِ يدَ الجاني عن الحُـرَمِ | | لها معانٍ كموج البحر في مـددٍ | وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ | | فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــا | ولا تسامُ على الإكثار بالســــأمِ | | قرَّتْ بها عين قاريها فقلتُ لــه | لقد ظفِرتَ بحبل الله فاعتصـــمِ | | إن تتلُها خيفةً من حر نار لظــى | أطفأْتَ حر لظى منْ وردِها الشّبِـمِ | | كأنها الحوض تبيضُّ الوجوه بـه | من العصاة وقد جاؤوه كالحُمَــمِ | | وكالصراط وكالميزان معْدلــةً | فالقسطُ من غيرها في الناس لم يقمِ | | لا تعجبنْ لحسودٍ راح ينكرهـــا | تجاهلاً وهو عينُ الحاذق الفهـــمِ | | قد تنكر العينُ ضوءَ الشمس من رمد | وينكرُ الفمُ طعمَ الماءِ من ســـقمِ | | #### في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلميا خير من يمّم العافون ســـاحتَه | سعياً وفوق متون الأينُق الرُّسُـــمِ | | ومنْ هو الآيةُ الكبرى لمعتبـــرٍ | ومنْ هو النعمةُ العظمى لمغتنـــمِ | | سَريْتَ من حرمٍ ليلاً إلى حــــرمِ | كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ | | وبتَّ ترقى إلى أن نلت منزلــةً | من قاب قوسين لم تُدركْ ولم تُرَمِ | | وقدمتْكَ جميعُ الأنبياء بهـــــا | والرسلِ تقديمَ مخدومٍ على خــدمِ | | وأنت تخترقُ السبعَ الطباقَ بهــم | في موكب كنت فيه صاحب العلمِ | | حتى إذا لم تدعْ شأواً لمســتبقٍ | من الدنوِّ ولا مرقىً لمُسْـــــتَنمِ | | خَفضْتَ كلَّ مقامٍ بالإضـــافة إذ | نوديت بالرفْع مثل المفردِ العلــمِ | | كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مســــتترٍ | عن العيون وسرٍ أيِّ مكتتـــــمِ | | فحزتَ كل فخارٍ غير مشــــتركٍ | وجُزْتَ كل مقامٍ غير مزدَحَــــمِ | | وجلَّ مقدارُ ما وُلّيتَ من رُتـــبٍ | وعزَّ إدراكُ ما أوليتَ من نِعَـــمِ | | بشرى لنا معشرَ الإسلام إنّ لنـــا | من العناية ركناً غير منهــــدمِ | | لما دعا اللهُ داعينا لطاعتـــــه | بأكرم الرسل كنا أكرم الأمـــمِ | | #### فى جهاده صلى الله عليه وسلمراعتْ قلوبَ العدا أنباءُ بعثتــه | كنْبأةٍ أجفلتْ غُفْلا من الغَنــــمِ | | ما زال يلقاهمُ في كل معتــركٍ | حتى حكوا بالقَنا لحماً على وضـمِ | | ودُّوا الفرار فكادوا يَغبِطُون به | أشلاءَ شالتْ مع العِقْبان والرَّخــمِ | | تمضي الليالي ولا يدرون عدَّتَهـا | ما لم تكنْ من ليالي الأشهر الحُرُمِ | | كأنما الدينُ ضيفٌ حل سـاحتهم | بكل قَرْمٍٍ إلى لحم العدا قَـــرِمِ | | يَجُرُّ بحرَ خَميسٍ فوقَ ســـابحةٍ | يرمى بموجٍ من الأبطال ملتَطِــمِ | | من كل منتدب لله محتســـبٍ | يسطو بمستأصلٍ للكفر مُصْطلِـــمِ | | حتى غدتْ ملةُ الإسلام وهي بهمْ | من بعد غُربتها موصولةَ الرَّحِــمِ | | مكفولةً أبداً منهمْ بخـــير أبٍ | وخير بعْلٍ فلم تيتمْ ولم تَئِــــمِ | | همُ الجبال فسلْ عنهم مصادمهـم | ماذا رأى منهمُ في كل مصطدمِ | | وسلْ حُنيناً وسل بدراً وسل أُحداً | فصولُ حتفٍ لهم أدهى من الوخمِ | | المُصْدِرِي البيضِ حُمراً بعد ما وردتْ | منَ العدا كلَّ مسودٍّ من اللِمَــمِ | | والكاتِبِينَ بسُمْرِ الخَط ما تركتْ | أقلامُهمْ حَرْفَ جسمٍ غيرَ مُنْعَجِــمِ | | شاكي السلاحِ لهم سيما تميزُهـمْ | والوردُ يمتازُ بالسيما عن السَّــلَمِ | | تُهْدى إليك رياحُ النصرِ نشْرهـمُ | فتَحسبُ الزهرَ في الأكمام كل كمِى | | كأنهمْ في ظهور الخيل نَبْتُ رُباً | منْ شِدّة الحَزْمِ لا من شدّة الحُـزُمِ | | طارتْ قلوبُ العدا من بأسهمْ فَرقاً | فما تُفرِّقُ بين الْبَهْمِ وألْبُهــــُمِ | | ومن تكنْ برسول الله نُصـــرتُه | إن تلقَهُ الأسدُ فى آجامها تجــمِ | | ولن ترى من وليٍ غير منتصــرٍ | به ولا من عدوّ غير منقصــــمِ | | أحلَّ أمتَه في حرْز ملَّتـــــه | كالليث حلَّ مع الأشبال في أجَــمِ | | كم جدَّلتْ كلماتُ الله من جدلٍ | فيه وكمْ خَصَمَ البرهانُ من خَصِـمِ | | كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ مُعجــزةً | في الجاهلية والتأديب في اليُتُمِ | | #### في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلمخدْمتُه بمديحٍ استقيلُ به ذنوبَ | عمرٍ مضى في الشعر والخِــدَمِ | | إذْ قلّدانيَ ما تُخْشي عواقبُــه | كأنَّني بهما هدْيٌ من النَّعَـــمِ | | أطعتُ غيَّ الصبا في الحالتين وما | حصلتُ إلاّ على الآثام والنـــدمِ | | فياخسارةَ نفسٍ في تجارتهـــا | لم تشترِ الدين بالدنيا ولم تَسُــمِ | | ومن يبعْ آجلاً منه بعاجلــــهِ | يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي سَـلمِ | | إنْ آتِ ذنباً فما عهدي بمنتقض | من النبي ولا حبلي بمنصـــرمِ | | فإنّ لي ذمةً منه بتســــميتي | محمداً وهو أوفى الخلق بالذِمـمِ | | إن لّم يكن في معادي آخذاً بيدى | فضلاً وإلا فقلْ يا زلةَ القــــدمِ | | حاشاه أن يحرمَ الراجي مكارمَـه | أو يرجعَ الجارُ منه غير محتــرمِ | | ومنذُ ألزمتُ أفكاري مدائحــه | وجدتُهُ لخلاصي خيرَ مُلتــــزِمِ | | ولن يفوتَ الغنى منه يداً تَرِبـتْ | إنّ الحيا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأكَمِ | | ولمْ أردْ زهرةَ الدنيا التي اقتطفتْ | يدا زُهيرٍ بما أثنى على هَـــرمِ | | #### في المناجاة وعرض الحاجات ##### يا أكرمَ الخلق ما لي منْ ألوذُ بـه             سواك عند حلول الحادث العَـمِمِولن يضيق رسولَ الله جاهُك بــي | إذا الكريمُ تجلَّى باسم منتقـــمِ | | فإنّ من جودك الدنيا وضرّتَهــا | ومن علومك علمَ اللوحِ والقلـــمِ | | يا نفسُ لا تقنطي من زلةٍ عظمــتْ | إنّ الكبائرَ في الغفران كاللــممِ | | لعلّ رحمةَ ربي حين يقســــمها | تأتي على حسب العصيان في القِسمِ | | يارب واجعلْ رجائي غير منعكِـسٍ | لديك واجعل حسابي غير منخــرمِ | | والطفْ بعبدك في الدارين إن له | صبراً متى تدعُهُ الأهوالُ ينهــزمِ | | وائذنْ لسُحب صلاةٍ منك دائمــةٍ | على النبي بمُنْهَلٍّ ومُنْسَــــــجِمِ | | ما رنّحتْ عذباتِ البان ريحُ صــباً | وأطرب العيسَ حادي العيسِ بالنغمِ | | ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمـرٍ | وعن عليٍ وعن عثمانَ ذي الكـرمِ | | والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهُــمْ | أهل التقى والنَّقا والحِلمِ والكـرمِ | | يا ربِّ بالمصطفى بلِّغْ مقاصـدنا | واغفرْ لنا ما مضى يا واسع الكـرم | | واغفر إلهى لكل المسلمين بمــا | يتلوه فى المسجد الأقصى وفى الحرم | | وبجاه من بيْتُهُ فى طيبة حــرمٌ | وإسمُهُ قسمٌ من أعظــم القســم | | وهذه بردةُ المختار قد خُتمـتْ | والحمد لله في بدإٍ وفى ختــــم | | أبياتها قدْ أتتْ ستينَ معْ مائـةٍ | فرّجْ بها كربنا يا واسع الكـــرم | |